ابن اليمن عضو جديد
المساهمات : 39 تاريخ التسجيل : 30/01/2009
| موضوع: بقلم الدكتور المقالح الجمعة يناير 30, 2009 10:28 am | |
| ومضات:ديوان آل القردعي:نجوم الثورة والحرية والشعر.. مائة عام من النضال الوطني بقلم د. عبدالعزيز المقالح
يؤسفني أن اقول إن هذا الديوان سيء الحظ، وأنه كان معداً للطبع ثم للظهور قبل عشرين عاماً على أقل تقدير، لكن ظروفاً غريبة تأخرت به إلى هذه الايام، وبجمع جديد وضبط جديد بعد أن كان جاهزاً بعد أن ضبطه واشرف على ترتيبه الصديق العزيز الشاعر الكبير عبدالرحمن الأمير - رحمه الله - وكان الشاعر الشيخ محمد عبدالله القردعي رابع الشعراء في هذا الديوان هو الذي جمع قصائده و تابع موضوع نشره. وتعود المشكلة التي تسببت في تأخير نشره إلى صاحب دار التنوير في بيروت الذي التزم بطبعه وحمله في حقيبته ثم تاه وتاه كل ما في الحقيبة من مخطوطات كانت معدة للطبع. والغريب ان صاحب دار التنوير وكانت من اهم الدورالجديدة في لبنان قد اختفى عن الانظار وظل البحث عنه وعن المخطوطات التي كانت في حوزته عشر سنوات حتى يئس الجميع من العثور على الديوان في نسخته الاصلية المصححة المنقحة. لذلك عاد الصديق الشيخ محمد عبدالله القردعي إلى جمع القصائد من جديد واعدادها للطبع الا ان ظروفه لم تكن تخلو من المفاجآت والمنغصات فتأخرطبع الديوان ونشره إلى هذه الايام، ومن حسن حظ الديوان أولاً أن الشاعرالكبيراسماعيل الوريث قد اشرف على تصحيحه وضبطه وإن كان الوقت الذي اعطي له لم يكن كافياً، ويعد هذا إعتذاراً من جانبي اذا ما ظهرت فيه بعض الاخطاء المطبعية، ومن حسن حظ الديوان ثانياً أن طبعه قد تم في صنعاء بعد أن أمتلأت البلاد بالمطابع وبدورالنشرالمختلفة، وبذلك سلم من الضياع..يضم الديوان أهم ما تم العثورعليه من شعرالشهداء آل القردعي، الشهيد الشيخ علي ناصرالقردعي والشهيد الشيخ احمد ناصر القردعي والشهيد جارالله علي ناصرالقردعي كما يضم نماذج من شعرالشيخ محمد عبدالله القردعي أمد الله في عمره، وكل قصائد الديوان - كما سيرى القارئ - تتناول قضايا الوطن وهمومه ومعاناته تحت حكم النظام البائد.. ومن نافل القول بان قصائد الشاعرين الشهيد احمد ناصر وعلي ناصر وقصائد الآخرين هذه خلقت مدرسة في الشعرالشعبي الوطني، وكانت نموذجاً رائعاً في النقد السياسي والاجتماعي سارعلى كل لسان. ويمكن وصف الشاعرالشهيد علي ناصر بشاعرالشعب دون مبالغة إذ ما تزال قصائده تتردد في مناسبات كثيرة بين اوساط الشعب بشرائحه المختلفة من فلاحين ومدنيين ومن علماء ومثقفين، وكلما وقع احدهم في مشكلة او اعترضته حادثة من حوادث الايام وجد نفسه يردد تلقائياً ابياتاً لهذا الشاعرالشهيد الذي خبرالناس والحياة وانعكست خبرته في تجربته الشعرية الرائدة. أما شقيقه الشهيد أحمد ناصر القردعي - وقد عرفته عن قرب - فإن جزءاً كبيراً من شعره قد ضاع سيما ما كتبه في سجنه من شعرأودع فيه خلاصة تجربته الواسعة فقد كان واحداً من حكماء العرب المعاصرين جمع بين الفقة الاسلامي والثقافة المعاصرة والاعراف البدوية.. واقول دائماً أنه لو عاش الى ما بعد الثورة لكان من ابرز رجالها اخلاصاً وحكمة وفهماً للاوضاع والمستجدات لكن الطغيان كان يعرف اهمية الرؤوس التي يخشاها فاستعجل بالقضاء عليه في سجنه وانكتبت له الشهادة قبل قيام الثورة بسبعة اعوام وارجو ان تتاح الفرصة المناسبة لتقليب اوراق هذا الشاعرالشهيد والحديث عن حياته والظروف التي أدت إلى القاء القبض عليه ثم إلى اعدامه صبراً في فترة كان الطغيان الملكي قد وصل فيها إلى درجة من الرعب والشعور بأن رياح التغيير باتت تهب من جميع الجهات. وكان شقيقه الشهيد علي ناصر قد وصفه في واحدة من قصائده المشهورة بقوله:
لا جاكم احمد وحاكيتوه بايفطن ما تغتبيه المهاري عز الاخواني شقيق ظهري وتربيتي ولي به ظن فيه الخصال المليحة سيد الخواني يومي جعل يسبق ايامه علي يحزن قد فرق الخوه برى لحمي وعظماني لكن لك الحمد يا صابر على كلن صبور قادر على مؤمن وشيطاني | |
|